حوار قطر الوطني حول تغير المناخ يرسم خارطة طريق لبناء مستقبل مستدام

QNDCC PRL
  • بتنظيم ثنائي من مركز "إرثنا"، عضو مؤسسة قطر، ووزارة البيئة والتغير المناخي، تطرق الحوار إلى سبل تعزيز العمل الجماعي المناخي لمواجهة التحديات المناخية في دولة قطر

الدوحة، قطر، 16 أكتوبر 2023: أكد سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني، وزير البيئة والتغير المناخي، خلال كلمته في فعاليات النسخة الثالثة من حوار قطر الوطني حول تغير المناخ الذي اختتمت فعالياته اليوم، أن العالم ما يزال أمامه الكثير من العمل للتخفيف من حدة آثار التغير المناخي والتكيّف معها، ملقياً الضوء على الأهمية الخاصة التي توليها دولة قطر بمواجهة تداعيات التغيّر المناخي والتصحّر.

وأضاف سعادته أنّ توجه دولة قطر للحفاظ على البيئة والالتزام بحمايتها ليس حديث العهد، بل يعود لقرابة ربع قرن من الزمن منذ أن صادقت دولة قطر على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ عام 1996، وأن التاريخ يشهد على الجهود القطرية الدؤوبة لتعزيز الاستدامة وتقليل الانبعاثات من خلال خطوات ملموسة على أرض الواقع. وأعرب سعادته عن أمله في أن يتمخض حوار قطر الوطني حول تغير المناخ عن إحداث تغيير إيجابي، موضحاً أن النتائج التي سيتوصل إليها هذا الحوار ستسهم في صياغة منهجية دولة قطر في التعامل مع قضايا الاستدامة.

واستمر الحوار لمدة يومين بتنظيم مشترك من "إرثنا – مركز لمستقبل مستدام"، عضو مؤسسة قطر، ووزارة البيئة والتغير المناخي، بالتعاون مع السفارة الفرنسية في الدوحة، ومجلس الأعمال الفرنسي في قطر، وبنك قطر الوطني - الشريك الاستراتيجي. وناقش الحوار جملةً من الموضوعات المهمة، في مقدمتها الأمن المائي والغذائي في قطر، والنقل المستدام، والتحول إلى الطاقة النظيفة، وغيرها من القضايا المتعلقة بالبيئة والاستدامة، وذلك بحضور نخبة من الخبراء والأكاديميين وصناع القرار والسياسات من القطاعين الحكومي والخاص بهدف تعزيز العمل المناخي الجماعي في دولة قطر، وبلورة رؤية مشتركة حول كيفية التصدي للتغيّرات المناخية.

من جانبه، أكد الدكتور جونزالو كاسترو دي لاماتا، المدير التنفيذي لمركز "إرثنا"، أهمية تنسيق الجهود والتواصل بين القطاعات المتعددة في التصدي لمشكلة المناخ، موضحاً أن مركز "إرثنا" يسعى ليكون مظلة جامعة للفكر والعمل المتعلق بتغير المناخ في دولة قطر وفي المناطق الحارة والجافة، من خلال إتاحة منصات تعزز التعاون والتواصل بين مختلف الخبراء والباحثين والجهات الحكومية والشركات والمؤسسات الدولية المعنية بالتغير المناخي، بالإضافة إلى المجتمع المدني. وأضاف أن حوار قطر الوطني حول تغير المناخ يهدف من خلال نقاشاته المثمرة والتبادل المعرفي والمبادرات المشتركة بين أطرافه إلى إحداث تغيير إيجابي وتحقيق نتائج ملموسة في الحد من آثار التغير المناخي والتكيف معها في دولة قطر.

وشهد جلسات الحوار على مدار اليومين الماضيين نقاشات حول أهمية الابتكار في التخفيف من آثار التغيّر المناخي، بمشاركة ممثلين من وزارة التجارة والصناعة وجامعة قطر. واستعرض خلالها المشاركون أحدث المستجدات في مجال التكنولوجيا وأفضل الممارسات المستدامة والسياسات الرامية إلى الحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات المناخية.

كما تطرقت جلسات الحوار إلى موضوع حاجة الاقتصاد القطري إلى التنوع والانتقال الى الطاقة النظيفة، إذْ سلّط عدد من الخبراء المتخصصين والقادة الضوء على استراتيجيات التنوع الاقتصادي التي تتماشى مع أهداف الاستدامة العالمية ورؤية قطر الوطنية 2030، مع التركيز على التمويل الأخضر والطاقة المتجددة والتخطيط العمراني المستدام والاقتصاد الدائري.

وكذلك، تناولت الجلسات قضية الأمن المائي والغذائي في دولة قطر بمشاركة ممثلين من وزارة البلدية وجامعة حمد بن خليفة، وناقش خلالها المشاركون دور الإدارة الرشيدة للمياه والاستراتيجيات المبتكرة والزراعة المحلية في الحفاظ على الأمن المائي والغذائي. هذا إلى جانب التركيز على موضوعات النقل المستدام، وحلول الذكاء الاصطناعي في مواجهة التغيرات المناخية، واستراتيجيات التمويل الأخضر، بمشاركة خبراء من القطاعين الحكومي والخاص.

وعلى هامش فعاليات الحوار، جرى الإعلان عن فوز السيد صلاح الصادي بالنسخة الأولى من جائزة صندوق قطر للتنمية للاستدامة التي تحتفي بمبادرات الاستدامة في البلدان الأقل تطوراً. وفاز الصادي عن مشروعه الرائد "الفلتر الأزرق" في قطاع غزة، وهو مشروع متخصص في معالجة المياه وتنقيتها عبر بذور النباتات يسهم في دعم الزراعة المستدامة والحفاظ على البيئة.

يُذكر أن نتائج هذا الحوار ستسهم في صياغة استراتيجية العمل الجماعي لدولة قطر المتعلقة بالاستدامة ومواجهة التغير المناخي محلياً ودولياً، كما ستمثل مرجعاً يُسترشد به في تعزيز السياسات والممارسات البيئية على المستوى الوطني. أما على الصعيد الدولي، فستثري نتائج الحوار مشاركة دولة قطر في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "COP28"، الذي سيُعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر ديسمبر المقبل.